الأحد، 3 يونيو 2012
التعليم و التخطيك
التخطيط الاستراتيجي وأهميته في الأدارة التعليمية
محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
الحوار المتمدن - العدد: 2859 - 2009 / 12 / 15 - 23:50
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
راسلوا الكاتب-ة مباشرة حول الموضوع
Share on facebook Share on print Share on email Share on twitter More Sharing Services
التخطيط الاستراتيجي وأهميته في الأدارة التعليمية
محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
أستشاري التنمية والتدريب وبناء القدرات
الفهرس
المقدمة
التخطيط والتخطيط التعليمي والتربوي
تعريف التخطيط وأهميته أنواعه وشروطه
التخطيط التعليمي
التخطيط التربوي
متطلبات الخطة ومرحلة بناء الخطة التربوية
التخطيط الاستراتيجي للتعليم المستمر
التخطيط الاستراتيجي تعريفه ومميزاته
فوائد مكاسب التخطيط الاستراتيجي
مراحل وضع الخطة
خصائص التخطيط الجيد
العلاقة بين التخطيط، واتخاذ القرارات، والرسالة، والرؤية في الأدارة التعليمية
الكفاءات الإستراتيجية
أنواع التركيز الاستراتيجي
شبكة التحليل (الفرص والمخاطر)
التخطيط الأسترتيجي وخصائص الأدارة التعليمية الناجحة
الخاتمة
المقدمة
يتسم هذا العصر بكثرة تعقيداته وكثرة العوامل المؤثرة على مختلف نشاطاته وهذا يحتم علينا الأخذ بعين الاعتبار التخطيط الأستراتيجي كمخرج من هذه التعقيدات، وطريقة علمية تحقق لنا الكثير من الفوائد وتجنبنا الكثير من المشكلات، بحيث أن التخطيط للعملية التربوية يقوم بناء على منطلقات تحددها البيئة المحيطة بشتى مجالاتها وتبنى عليها أهداف الخطة وطريقة التعامل معها ومدى التعامل. ومن المعلوم أن التخطيط نفسه يحتاج إلى تخطيط كي يظهر بالشكل المناسب ، ويخدم مصلحة المخطط في تحقيق أهدافه. هذا الواقع الجديد والتحديات المهمة التي يواجهها التعليم ومؤسساته تفرض عليه الحاجة إلى التخطيط الإستراتيجي المرن والمستمر والذي يعتبر التفكير الاستراتيجي أساس له.
وبالتالي يعتبر التخطيط الإستراتيجي، والتفكير الإستراتيجي من أهم الأدوات للتعامل مع أهم ملامح عالم اليوم، هذا العالم المتغير، ذو التطورات العلمية والتقنية ثورية الطابع ، خاصة فى مجال الاتصالات والمعلومات، بالأضافة الي الاقتصاد العالمى الذي يعتمد على المعرفة. هذا يتطلب نظام تربوي يحقق التميز و الإتقــان والجودة من خلال استثمــــار المــوارد البشرية والفـــرص المتـاحة والمعــرفة كثــروة وطنيــــة استراتيجيـة، وتعـــزيز القـدرة على البـحث والتعلم ، وضمــان مساهمة الأفــراد في بنــاء اقتصـاد متجــدد مبني على المعـــرفـة يسهم في تحقيـق تنمية مسـتـدامـة، ورفع مســـتوى معيشــة جميع المواطنين، باعتباره الطريق الآمن لمواجهـة التحديات، ووضع السودان على خريطة الدول المتقدمة والحديثة والمصدرة للكفـــاءات البشــرية المتــميزة والقــــادرة على المنافسـة إقليميــاً وعالميـاً. وهنا يجب أن تهتم الرسالة التربوية بتطوير وإدارة نظام تربوي يركــز على التميز والإتقان، ويستثمر مــوارد بشرية تتمتع بقدر عالٍ من إتقان كفايات التعلم الأساسية وذات اتجاهات مجتمعية إيجابيــة ، تمكنها من التكيف بمرونة مع متطلبات العصر , والمنافســة بقوة وفاعلية ، والإسهام في تطوير الاقتصاد الوطني القائم على المعرفة .
ولاشك في أن التخطيط الأستراتيجي يدخل في كل شيء إلا أن صورته تتضح جلية في التخطيط في الأدرات الكبري من أجل قيادة العمليات التنموية التي تعود على الدولة والأفراد بالنفع والفائدة. ومن ذلك يتضح أن التخطيط الاستراتيجي للتعليم المستمر كرافد مهم من روافد التنمية من أهم الأولويات لأي أدارة تعليمية ناجحة وفاعلة، بأعتبار أن التخطيط الاستراتيجي للتعليم المستمر حجر الأساس لأي تنمية يراد لها التقدم ومواكبة التطورات والتغيرات، وتحدي الصعوبات.
التخطيط والتخطيط التعليمي والتربوي
تعريف التخطيط
المعني اللغوي للتخطيط: هو إثبات لفكرة ما بالرسم أو الكتابة وجعلها تدل دلالة تامة علي ما يقصد في الصورة والرسم وهو أيضاًُ التسطير والتهذيب والطريقة . المعنى الاصطلاحي للتخطيط: "التخطيط هو مجموعة العمليات الذهنية التمهيدية القائمة على اتباع المنهج العلمي والبحث الاجتماعي وأدواته التي تستهدف تحقيق أهداف معينة محددة وموضوعة بقصد رفع المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي أو هذه المستويات جميعا بما يحقق سعادة الفرد ونمو المجتمع" ويمكننا تعريف التخطيط عموما بأنه رسم الصورة المستقبلية للمجتمع وذلك من خلال تحديد العمل الذي ينبغي إتباعه لتحقيق أهداف معينة في فترة زمنية معينة .
أهمية التخطيط:
إذا علمت إنسانا كيف يتفاعل مع ”خطة ما“ فإنك تمنحه الحياة ما يساوى مدته الزمنية، اما إذا علمته كيف يتعامل مع ”الخطط ” فإنك تمنحه الحياة طول العمر، وإذا علمته كيف ”يصنع الخطط“ فإنك تضيف إلى عمره حياة جديدة.
ويمكن إجمال أهمية التخطيط فيما يلي:
1. تحديد مسارات العمل في مجالاته المختلفة .
2. اختصار الوقت والجهد في عملية التنفيذ .
3. اختصار الزمن في عملية التطوير .
4. دراسة الواقع وتشخيص مشكلاته وإيجاد التناسق بين العملية التعليمية ومتغيرات المجتمع.
5. مواكبة التنمية الشاملة والإسهام فيها.
6. التنبؤ بالمستقبل وإعداد الخطط طويلة المدى .
7. متابعة العملية التعليمية وتطويرها .
8. الترشيد في الصرف على التعليم وسد مواطن الهدر .
استثمار الوقت الاستثمار الأمثل المبني على التسلسل والتوزيع الملائم لطبيعة العمل.
10- إيجاد الانسجام بين التعليم والمجتمع وسد الفجوة فيما بينهما .
تحقيق التكامل في العملية التعليمية بمختلف تفرعاتها.
وهذه الأهمية تمهد لخطة تستشف أهدافها من أهميتها وتبني عليها مراحلها ومواردها، لتسهم في مواجهة التحديات بأفضل الطرق وفق الإمكانات المتاحة. وعملية التخطيط تركز على الأهداف كقاعدة تقوم عليها أركان الخطة وبالنسبة إلى التخطيط التعليمي فإن أهدافه ومدى انسجامها مع الخطط الأخرى التي تشكل في النهاية عملية التنمية الأدارية والتعلمية في ظل التوجهات الجديدة في التعليم ، وهي من أهم الأشياء التي يجب أن يتنبه لها القيادي التربوي.
التوجهات الجديدة في التعليم
يركز المفهوم التقليدي على: يركز المفهوم الجديد على:
ما يعطى للطلاب ما يمكن الطلاب تعلمه
المدخلات المخرجات
التدريس تعلم الطلاب
المناهج التعليم بمفهومه الشامل
العملية التعليمية كغاية العملية التعليمية كوسيلة و ليست غاية
الكم الكيف
افتراض أن جودة المدخلات تضمن جودة المخرجات أهمية جودة المدخلات إلا أنها وحدها لا تضمن جودة المخرجات ما لم يتم قياسها
التوجهات الجديدة في التعليم تعني:
• تبني أسلوب التخطيط الإستراتيجي لتطوير مؤسسات التعليم الجامعي .
• توفير فرص التحاق كافية ومناسبة لبرامج التعليم
• تحسين مستوى ونوعية تعليم البنات
• تحسين مخرجات مؤسسات التعليم
• تحسين مستوى الكفاءة الداخلية لمؤسسات التعليم
• تنمية دور الدراسات العليا ورفع مستواها
• تنمية القدرات والمؤسسات البحثية والدخول بقوة في عالم البحث العلمي
• تنمية الموارد البشرية من المعلمين وأعضاء هيئة التدريس ومساعديهم
• تنمية الطاقات البشرية المساندة
• تحسين البيئة التعليمية
• الاستفادة من الخريجين القدامى بعد تخرجهم لمصلحة المؤسسة التعليمية
• استغلال التطورات الحديثة في تقنية المعلومات والاتصالات في خدمة العملية التعليمية
• تعزيز الشراكة مع القطاعات الإنتاجية والتوسع في برامج خدمة المجتمع
• تنمية الموارد المالية للتعليم في مستوياته المختلفة
أنواع التخطيط:
اختلفت تصنيفات المهتمين بالتخطيط حول أنواعه وهذا الاختلاف يرجع إلى اقتران عملية التخطيط بمعطيات أخرى تختلف في مجالاتها، وبالتالي تنتج لنا أنواعا مختلفة من التخطيط، لا ينبع ختلافها إلا من خلال المقترن بها.
أنواع التخطيط وفقا للمعطيات التالية:
أولا: المجال: يقصد به مجال عملية التخطيط الذي يؤطر الخطة وتدور في فلكه. ومن هذه المجالات: المجال الاقتصادي ، والمجال الاجتماعي، والمجال الثقافي ...الخ)
ثانيا: التخصص: وهو يركز على تخصيص المجال فقد يكون تعليميا وقد يكون صناعيا وقد يكون زراعيا ...ألخ)
ثالثا: البعد الزمني: ونقسم التخطيط من خلال بعده الزمني إلى ثلاثة أقسام:
أ-تخطيط قصير المدى. (في حدود السنة)
ب_ تخطيط متوسط المدى. ( سنة – 5 سنوات )
ج_ تخطيط طويل المدى. (10 سنوات – 20 سنة) وهذا ما يطلق عليه التخطيط الاستراتيجي.
رابعا: النطاق الجغرافي: وهنا يركز على المساحة التي يغطيها هذا التخطيط وهل هي خطة شاملة للدولة ، أم خطة جزئية لإقليم معين.
شروط التخطيط:
1- أن تحقق الخطة الأهداف الموضوعة من أجلها.
2- مراعاة الاعتدال في الأهداف.
3- الواقعية في الخطة.
5- مراعاة الأولويات عند تنفيذ الخطة
6- أن تحقق الخطة عنصر المرونة.
7- أن تكون الخطة متوازنة وفق حدود الإمكانيات
8- عدالة التوزيع للميزانية ( التوزيع حسب الاحتياج )
9- أهمية التطوير للخطة
10- أن يراعي البرنامج التنسيق بين المعنيين بتنفيذه.
التخطيط التعليمي
يعرف التخطيط التعليمي بأنه"العملية المتصلة المستمرة التي تتضمن أساليب البحث الاجتماعي ومبادئ وطرق التربية وعلوم الإدارة والاقتصاد والمالية ، وغايتها أن يحصل التلاميذ على تعليم كاف ذي أهداف واضحة وعلى مراحل محددة تحديدا تاما ، وأن يمكن كل فرد من الحصول على فرصة تعليمية ينمي بها قدراته وأن يسهم إسهاما فعالا بكل ما يستطيع في تقدم البلاد في النواحي الاجتماعية والثقافية والاقتصادية"
أهداف التخطيط التعليمي:
التخطيط بمفهومه الشامل يهدف إلى تحقيق أهداف أعدت لها الخطة وبما أن هذه الأهداف تتنوع وتتباين مجالاتها فإن هذا يحتم علينا تنوع وتباين أهداف التخطيط بناء على أهدافه، وبما أن تركيزنا هنا على التخطيط التعليمي بوجه الخصوص، فمن الجدير بنا أن نشير إلى أن التعليم يعتبر العمود الفقري لعملية التنمية، ولا ينفك عنها بل هو مصنع إعداد الكوادر المؤهلة لحمل هم التنمية على عاتقها ، والتنمية منظومة متكاملة من العمليات التي تلامس وتهم المجتمع بكل زواياه وأركانه ، وهي تتنوع مابين سياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية وهذا يقرن أهداف التخطيط التعليمي بكل جزء منها لأنه في النهاية يسهم بشكل كبير في صياغة هذه العوامل وتطويرها وربما تغييرها.
أهداف التخطيط التعليمي
الأهداف الاجتماعية للتخطيط التعليمي:
1- المحافظة على التقاليد السامية وتعزيزها في المجتمع.
2- تحقيق مبدأ الديمقراطيةوتكافؤ الفرص في التعليم للرجال والنساء على حد سواء.
3- توفير ما يحتاجه العمل من الكوادر البشرية والقوى العاملة.
4- تطوير المجتمع وجعله مجتمعا مواكبة للتطور والتغيرات.
الأهداف السياسية في التخطيط التعليمي:
1- تنمية الروح الوطنية بين أفراد المجتمع
2- زيادة الانسجام والتفاهم بين ألأفراد والشعوب
3- تكوين كيان قوي للدولة بين الشعوب
4- الالتزام بقوانين الدولة والعمل على التماشي مع كل ما يخدم المصلحة العامة للدولة.
الأهداف الاقتصادية للتخطيط التعليمي:
1- زيادة الإنتاجية للفرد وبالتالي للقوى العاملة ورفع كفاءة الأداء
2- المساهمة في تطوير القدرات بغرض التحسين من العملية الاقتصادية للبلد ومجاراة التطور الحديث.
3- التغلب على مشكلة البطالة الحقيقية والمقنعة.
4- فتح مجالات جديدة للبحث العلمي الهادف لتنمية الاقتصاد.
5- حسن استغلال المقدرات وترشيد الصرف وفق الحاجات.
الأهداف الثقافية للتخطيط التعليمي:
1- الاهتمام بالبحث العلمي والمساهمة في نشره يعد تدعيما للثقافة في المجتمع.
2- القضاء على الأمية بشتى مظاهرها.
3- المساهمة في رسم صورة ثقافية للمجتمع تتعاطى مع متغيرات العصر.
4- إيجاد نوع من الانسجام والتفاهم مع الثقافات الأخرى.
5- تنويع مصادر الثقافة ، وطرقها وفقا للإمكانات المتاحة والمناسبة لخدمة العملية التعليمية.
مفهوم التخطيط التربوي
يعرف التخطيط التربوي بأنه: " إطار عمل تحليلي نظمي للمؤسسة التربوية بكل مكوناتها وعناصرها في علاقتها بيئتها الداخلية والخارجية لتحقيق وتنمية رؤية متكاملة ومتناسقة لما تريد تحقيقه وفقا لطبيعتها ورسالتها ووظائفها، وضمان تكيفها ومواكبتها لما يحدث أو يطرأ على بيئتها من متغيرات". ويعرف أيضا بناء على العملية التربوية ومعطياتها وأهدافها كما ذكرنا فيما مضى، فهو يعرف بأنه "مجموعة من التدابير التربوية المحددة التي تتخذ من إنجاز أهداف معينة" وهذه العملية تنطلق من منطلقات تحددها طبيعة المجتمع وما يصبوا إليه وكذلك طبيعة التحديات المواتية للعصر على مختلف الصعد فتنتج الأهداف بناء عليها.
الفرق بين التخطيط التربوي والتخطيط التعليمي
الفرق بين التخطيط التربوي والتخطيط التعليمي كالفرق بين مفهوم التربية ومفهوم التعليم فالتخطيط التربوي يختص بكل ما يتم داخل النظام التعليمي في حيث أن التخطيط التربوي أشمل وأعم حيث يضم إلي جانب النظام التعليمي جميع المؤسسات التي تقوم بعملية التربية خارج التعليم كالأسرة ومؤسسات الثقافة والإعلام والمؤسسات الدينية والنوادي الرياضية . ولذلك فما نقوم به هو تخطيط تعليمي إذ علي النظام التعليمي وهو جزء غير منفصل عن التربية حيث ينظر للتعليم علي أنه عملية تتم ضمن عملية ومكون رئيس لها .
أهمية التخطيط التربوي
1) تشخيص الأوضاع التعليمية والتربوية الحالية وتقييم الهيكل التعليمي القائم ودراسة مدي تناسق أجزائه وتفرعاته ومدي الارتباط بينهما .
2) رسم السياسة التعليمية جملة وتفصيلاً للاستجابة لمتطلبات التنمية الشاملة للبلاد .
3) النظرة البعيدة الواعية إلي المستقبل ورسم الخطط علي المدى الطويل .
4) التوعية والإصلاح الفني للعملية التربوية وتحديدها وتطويرها .
5) العمل علي التخفيف من حدة الإهدار في التعليم ورفع مستوي كفاءته .
6) إحكام استثمار الوقت .
7) محاولة تقريب الشقة بين التعليم والمجتمع .
8) تحقيق التكامل بين جوانب النظام التربوي .
خصائص التخطيط التربوي
1) التخطيط أسلوب موضوعي للتفكير ( تقدير مشكلة معينة واقتراح الحلول المناسبة لها ) .
2) التخطيط تفكير تحليلي دينامي ( عدم اتخاذ قرار دون تحليل سابق للبيانات والمعلومات ذات الصلة ) 3) التخطيط تفكير تكاملي يراعي التكامل بين عناصر العملية التربوية من حيث المدخلات والمخرجات.
4) التخطيط يتضمن تفكيراً إسقاطياً ( النظر للمستقبل نظرة غير أكيدة ومليئة بالاحتمالات )
5) التخطيط يتسم بطابع الفكر التجريبي ( تحليل البدائل وتجريبها لاختيار أفضلها ) .
6) التخطيط نوع من التفكير المثالي ( يتسم بالخيال والتخيل منطلقاً من الواقع أو الحاضر )
7) التخطيط تفكير واضح وصريح(يضع أمامه جملة من الاحتمالات والقرارات لكل منها مبرراتها وسندها )
8) التخطيط عملية تفكير ترتبط بالزمن( يفكر في اليوم والغد وما بعد الغد ويحدد أوليات الزمن والتوقيت ).
مراحل التخطيط التربوي
- جمع البيانات والمعلومات بشكل مستمر وتحليلها بدقة.
- تحليل البيئة الداخلية للمؤسسة التربوية بكل مكوناتها وعناصرها.
- تحليل البيئة الخارجية للمؤسسة التربوية بكل مكوناتها وعناصرها.
- تحديد الغايات والأهداف والأغراض التربوية.
– تصميم العديد من البدائل (المستقبلات البديلة) في ضوء المعطيات السابقة.
- تحديد العديد من الاستراتيجيات وما يرتبط بها من خطط وقرارات.
- تحديد الإستراتيجية المثلى بما يتناسب مع الظروف الأكثر احتمالا.
- تطبيق الخطة ومتابعة الخطة باستمرار وتقويمها ( تغذية راجعه.)
وتتلخص عوامل البيئة الداخلية في:
- الموارد المتاحة والممكنة
- الغايات والأهداف.
- طبيعة ومستوى الأقسام اللإداري ونوعيتها.
- طبيعة ومستوى المقررات الدراسي ونوعيتها.
- نوعية ومستوى وأعمار المعلمين.
- نوعية مهارة خريجي المراحل التعليمية ومستواها.
- متوسط الكلفة للطالب الواحد.
- نوعية الطلاب المقبولين بالصف الأول أساسي/عام
صعوبات التخطيط التربوي
صعوبات ناشئه من علاقة التخطيط التربوي بالتخطيط التنموي
صعوبات نابعة من بطء متابعة التربية لمتغيرات العصر
نقص البيانات والإحصاءات الاساسية للتخطيط التربوي
قلة الخبراء والأفراد المدربين على التخطيط التربوي
عدم كفاءة التنظيمات والأجهزة الخاصة بالتخطيط التربوي.
قلة المخصصات المالية لتنفيذ الخطة.
المقومات والمبادئ الأساسية للتخطيط التربوي
1- الواقعية : تناسب الإمكانيات المتاحة والممكنة مع الأهداف المنشودة .
2- الشمول : أن يكون للخطة السيطرة والتوجيه علي كافة الموارد .
3- المرونة : أن تكون الخطة قادرة علي مواجهة الظروف الطارئة .
4- الاستمرارية : الربط العضوي بين مختلف عمليات التخطيط وبين سابقتها من خطط .
5- الإلزام : بحيث تكون الخطة ملزمة التنفيذ وفقاً للجدول الزمني المحدد لها.
6- المشاركة : مشاركة جميع الأفراد والمؤسسات في تنفيذ الخطة .
7- التنسيق : يقصد بها التنسيق والإجراءات والوسائل .
8- سهولة التنفيذ والمتابعة : بحيث تترجم الخطة إلي إجراءات وخطط أكثر تفصيلاً ثم إسنادها إلي جهاز إداري كفء .
9- مركزية التخطيط ولا مركزية التنفيذ : وتعني أن يتولي الجهاز المركزي للتخطيط إقرار الخطة واتخاذ القرارات الأساسية موضع التنفيذ ولا مركزية التنفيذ ويقصد بها تولي الجهة المنفذة تحقيق الخطة وفق الأهداف والإجراءات والزمن المحدد .
متطلبات الخطة:
متطلبات الخطة تتمثل في وجود قاعدة بيانات، توافر القوي البشرية اللازمة لتنفيذ الخطة، الإعلام بالخطة، والمشاركة في وضع الخطة.
مرحلة بناء الخطة التربوية :
1- تشخيص الوضع التربوي الحالي .
2- تحديد رؤية
3- تحديد الأهداف العامة التي من خلالها يمكن تحقيق الرؤية .
4- وضع أهداف استراتيجية ( تفصيلية ) لكل هدف عام بمؤشر يمكن ملاحظته وقياسه .
6- التنسيق بين البرامج وإلغاء المتكرر منها .
7- مرحلة التنفيذ .
8- مرحلة المتابعة >والتقويم المرحلي والنهائي.
مراحل إعداد الخطة
العملية المراحل
عمليات ما قبل الخطة التخطيط للتخطيط
التشخيص ( جمع المعلومات , الوصف ,التحليل , تحديد الأولويات)
عمليات إعداد الخطة وبنائها 1- بناء الرؤية
2- بناء الأهداف
3- صياغة الأهداف العامة
4- صياغة الأهداف التفصيلية
5- الخطة التنفيذية
6-الأنشطة والبرامج
عمليات ما بعد الخطة المتابعة والتقويم
الحلقة المتكاملة للمراحل التي تمر بها العملية التخطيطية.
التخطيط الاستراتيجي للتعليم المستمر
تعتبر مؤسسات التعليم المختلفة من أهم روافد التنمية والاستقرار والنمو الاقتصادي في المجتمع، وللتعليم دور خاص في الدول النامية لمواكبة التطورات الحديثة وتقليل الفجوة بين الدول المنتجة للعلوم والتقنية والدول المستهلكة. كما للتعليم دور في تأهيل مؤسساته ومساندة المؤسسات الأخرى للحاق بمصاف الدول التي تنتج المعرفة وتسخرها لرفاهية شعوبها والأمم الأخرى، و دور آخر في التواصل والتفاعل مع المجتمع، وتنميته، ونشر وبث المعرفة فيه. وتزداد أهمية دور التعليم في السودان باعتباره من الدول التي تتسارع فيها التنمية وتتوفر فيها المصادر المالية والبشرية التي تؤهلها للقفز إلى مصاف الدول المتقدمة، يتطلب هذا التسارع في التنمية الحاجة إلى كوادر مؤهلة وقادرة على الإبداع والابتكار من أجل التعامل مع المشاكل والعوائق تطوير الحلول العلمية المناسبة لها.
تعريف التخطيط الاستراتيجي
يعرف التخطيط الاستراتيجي بأنه" تخطيط يتحرك في أفق زمني معلوم يتراوح بين خمس سنوات وعشر سنوات أو ما يزيد قليلا، وينتهي بخطة إستراتيجية تتضمن عددا من الخطط الإجرائية والتنفيذية ويكون لكل هذه الخطط خطط أخرى احتياطية تصح الاستعانة بها وقت الأزمات أوفي تغير ظروف التنفيذ ، يسير وفق عملية معقلنة تستهدف تحقيق المهام والغايات الطويلة الأجل للنظام التربوي بالاستعانة باستراتيجيات معينة لاستخدام كافة الموارد البشرية وغير البشرية المتاحة والمتوقعة". أن التخطيط الاستراتيجي تخطيط طويل المدى ، يبنى وفق طرق معقلنة "علمية" تستفيد من الإمكانات المتاحة لتحقيق غاياتها. كما أنه عبارة عن مجموعة من الخطط الإجرائية والتنفيذية التي تكونه في النهاية. والتخطيط الاستراتيجي عموما له صلة بالخطوط العريضة في عملية التنمية باختلاف مجالاتها: السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية أو بعملية التنمية عموما كخطة إستراتيجية كبرى للدولة.
والتخطيط الاستراتيجي يعبر عن دراسة الواقع بكل أبعاده ومظاهره، من قوة وضعف وتحديات وفرص، و رسم رؤى وأهداف مستقبلية بناءً على ذلك، ثم وضع برامج عملية تساعد على الانتقال إلى المستقبل المنشود. أما التفكير الأستراتيجي فهو ينطلق من التأمل العميق لاستشراف المستقبل وتحديد الاتجاه الذي يقود المؤسسة للاستفادة من الفرص ومواجهة التحديات والمتغيرات المستقبلية. و يقود التفكير الإستراتيجي المؤسسة لاستنباط الإستراتيجيات و رسم الخطوات المناسبة التي تحول رؤيتها إلى واقع، محققاً وضعاً أفضل يؤدي إلى رفع كفاءتها الداخلية والخارجية. التفكير الاستراتيجي متعلق برسم الصورة المستقبلية للمؤسسة و معرفة ما يجب أن تكون عليه في المستقبل، وبضرورة الحاجة إلى التطوير والتحسين. فهو جوهري من هذا المنطلق. فالتفكير الاستراتيجي هو الذي يحرك المنشأة من واقع إلى واقع أفضل كجزء أصيل من أساسيات العمل، وأن لا يكون مجرد تمرين تعتاد عليه المؤسسة أو تجارب تمر بها.
المبادئ الأساسية التي يقوم عليها التفكير الاستراتيجي الفاعل
التفكير الاستراتيجي وسيلة وليس غاية.... التفكير الاستراتيجي يتطلب التزام من القيادة .... التفكير الاستراتيجي يتطلب توسيع المشاركة .... التفكير الاستراتيجي عملية ديناميكية مرنة، هذا الي جانب ضرورة وجود التفكير الاستراتيجي لدى القيادة أو الإدارة العليا في المؤسسة، ودعمه بشكل واضح وفعلي، لأن دعم والتزام القيادة متطلب سابق وضروري لنجاح عمليات التفكير الاستراتيجي، والتزام القيادة يتعدى مجرد الموافقات الإدارية الروتينية إلى استمرارية الدعم، وإحساس الأعضاء بما لا يدع مجالا للشك، حول موقف القيادة من هذا الالتزام.
باختصار، التزام القيادة متطلب سابق لالتزام بقية الأعضاء، والتزام الأعضاء متطلب سابق للتنفيذ الصادق، فالتزام القيادة ضروري لصنع الاستراتيجية وضروري لتنفيذها.
ولتوسيع المشاركة في القرارات أو العمليات الإدارية، هدفان أساسيان: الهدف الأول هو تحسين القرار من حيث النوعية، والهدف الثاني هو زيادة القبول بالقرار وأثر ذلك في تنفيذه، وينطبق ذلك على العملية الاستراتيجية، و يقع هذان الهدفان في صميم التفكير الاستراتيجي الناجح.
من العوامل المهمة لجعل المشاركة في العملية الاستراتيجية ناجحة :
• توسيع مساحة المشاركة لتشمل ذوي العلاقة الداخليين والخارجيين.
• وجود الرغبة الأصيلة للإدارة العليا في تفعيل هذه المشاركة وإحساس ذوي العلاقة بها.
• الاستخدام الصادق والأمين لما ينتج عن المشاركة.
عملية التفكير الاستراتيجية عملية ليست رتيبة أو منتظمة، بل تتطلب كثير من المرونة لما يعتريها من كثرة المتغيرات، وارتباطها بالبعد الزمني والمكاني. وللتعامل مع هذا كله لابد أن يكون التفكير الاستراتيجي تفكيرا غير نمطي ، تفكيرا متقبلا للجديد والمستجد والمختلف، وتفكيرا لا يتناسى أهمية الواقع وأهمية ما هو ممكن ومحتمل التنفيذ. وبالتالي فالتفكير الاستراتيجى هو القدرة على توجيه العقل لملاحظة ورؤية ما يدور حوله ويحيط به من زوايا متعددة، وهو حوار حر حول المستقبل لتفادى المخاطر واغتنام الفرص، و هو القدرة على إحداث مفاجآت دائماً ، والبحث عن طرق بديلة ، والسرعة ، والتميز . كما يشير التفكير الإستراتيجي إلى عملية فكر إبداعية مختلفة . فهو أسلوب لـ ”صنع إستراتيجية“ تساعد على إعادة خلق المستقبل ، وخلق فضاء تنافسي جديد بدلاً من السعي الحثيث نحو نمو بطيء أو أسواق منكمشة على سبيل المثال. ويتمثل الفرق الجوهري بين التفكير الإستراتيجي والتخطيط الإستراتيجي في أن التفكير الإستراتيجي يتشكك في المعلمات الإستراتيجية ذاتها ، لذا فهو يشبه ما يعرف بـعملية double-loop learning .
وهذا النوع من التخطيط (التخطيط الاستراتيجي) الذي نتكلم عنه، هو النوع الملائم لعملية التعليم المستمر ، وهذا دون شك ينبع من المدى الطويل للعملية التعليمية المستدامة، والتي تحتاج لمثل هذا النوع من التخطيط كي تستطيع مواكبة المتغيرات التي تعد المنطلق الأهم لاستمرار عملية التعلم. وبناء عليه فإنه من الجدير بنا أن نعرج على بعض الأساسيات في التعليم المستمر وخصائصه وفلسفته في خدمة المجتمع ، ثم التعرف على التخطيط الاستراتيجي وتطبيقاته في التعليم المستمر، وخصائص الخطة الجيدة.
أولا: التعليم المستمر وخدمة المجتمع
وُسِم هذا العصر بعصر السرعة فكانت هذه الصفة قاصرة في وصفه ، فقيل هو عصر الانفجار المعرفي فكانت سمة لا تمثله كما يجب ، وهوعصر السباق إلى المجهول عبر الغد ، فهو عصر تسارعت فيه عجلة التنمية على مختلف الصعد تسارعا مريعا يدق أجراس الخطر ، محذراً من أن عجلة التنمية كما ترقى بالأمم إلى القِمم ، فقد تسحق المتأخرة منها ناهيك عن الجامدة . ومن ذلك الجمود، جمود التربية والتعليم واقتصاره على مراحل روتينية كما لو كانت قوالب ثلج تنتج في الشتاء كما في الصيف ، وفي الليل كما في الهجير متجاهلة بذلك العوامل المحيطة ، والمؤثرة المتنوعة بتنوع الزمان والمكان والمؤثر ذاته .
ولعل الأمم الجامدة في تربيتها وتعليمها واهتمامها بالفرد الذي ينساب ضمن النسق الإنساني المتكامل هي التي أغفلت جانب التجدد وتغاضت عن عامل السرعة حتى تراكمت عليها كل هذه الإشكالات من تخلف في مختلف المناحي ، وعلى النقيض من ذلك فتلك الأمم التي تنبهت للتجدد وعامل السرعة وسعت سعيا حثيثا لأخذ مكان آمن على هذه العجلة تتعهده بالصيانة في كل حين هي التي تقدمت وتطورت وقادت العالم بقدر ما لديها .
1-مفهوم التعليم المستمر
إن مفهوم التعليم المستمر ليس مفهوما جديدا ساقته لنا التربية الحديثة بل هو مفهوم قديم قدم الحضارات ، كما أنه أمر ملازم للديانات السماوية ، إذ نادت بالتربية المستمرة ضمانا لانتشارها بين الأجيال المتعاقبة ، وبقائها في العصور المتعاقبة. وللتعليم المستمر عدة مصطلحات تطلق عليه منها: " التربية مدى الحياة " Lifelong Education و التربية المستمرة Continuing Education و" التربية الدائمة " L Education Permanente و " التعليم المستمر" Continuous Learning . وكل هذه المصطلحات تتفق على أن التربية عملية مستمرة لا تقتصر على مرحلة معينة من العمر ، أو تنحصر في مرحلة دراسية محددة ، متلاحمة مع سياق الحياة. ومما قاله "جون ديوي" في هذا النوع من التعلم: إن التعلم الحقيقي يأتي بعد أن نترك المدرسة ، ولا يوجد مبرر لتوقفه قبل الموت.
2-التعليم المستمر عبر التاريخ
لقد نادت الحضارات القديمة والديانات السماوية بفكرة التربية المستمرة كمطلب وضرورة لاستمراريتها وتعاقبها عبر الأجيال ، وقد كانت التربية في المجتمعات البدائية تهدف بشكل أساسي إلى تنمية القابلية لمعطيات العصر إذ كانت تعيش على نمط معين من التعليم في المراحل الأولى من العمر تكمن أهدافه الأساسية في معرفة مبادئ العيش وحفظ النفس والدفاع عنها من الأخطار التي قد تحيط بها، وقد نحت العملية التعليمية في ذلك الوقت منحى يرتكز هدفه الرئيس في مواجهة الحياة والتغلب على مصاعبها والبحث عن المطالب الأساسية للعيش بشكل يحاكي فيه الشباب الكبار في أعمالهم من حيث استخدام السلاح ، وتعلم فنون الصيد وركوب الخيل وبناء المسكن وتوفير الغذاء ، وهي أمور لها الاستمرارية التي لا تنقطع لضرورتها في استمرار الحياة ذلك الوقت. أن التعليم المستمر راسخ في رواسخ حضارتنا الإسلامية نادت به لكل أفراد المجتمع دون تفريق ، وما التسميات الحديثة من تربية مستمرة أو دائمة أو متواصلة إلا فكر قديم بثوب معاصر وجديد.
أما في العصر الحديث فالتربية المستمرة أو التعليم المستمر يعود بجذوره إلى المفكر كومنيوس الذي نادى في كتابه "فن التعليم الأكبر" إلى تربية عامة لكل المهنيين وجميع طبقات المجتمع لا فرق في ذلك بين رجل وامرأة ولا غني وفقير ، لأن في ذلك تحرير لهم من السلبية ، وزيادة لإنسانيتهم التي تنمو بالعقل والفكر والعمل. وقد رفع كومينوس شعارا يردده التربويون وهو " تعليم الكل للكل بشكل كلي ". وفي الوقت الحاضر نضجت فكرة التعليم المستمر واتضحت مفاهيمه على المستوى العالمي وها هي الدول تسعى إلى إيجاد الإمكانات المناسبة التي تخدم هذا التعليم وتلبي متطلباته إيمان منها بقيمته في مواجهة هذا العصر الذي يوصف أقل ما يوصف أنه انفجار معرفي وعصر سرعة ، لذا نرى بعض نماذج الجامعات المفتوحة والدراسة عن بعد وعن طريق المراسلة والتدريب المستمر لمن هم على رأس العمل ...الخ ) وما إلى ذلك من سبل تحقق أهداف هذا التعليم التي تسعى إلى مواكبة التنمية والتطور السريعين .
3-خصائص التعليم المستمر
إن التعليم المستمر يستند على عدد من الخصائص التي جعلت له أهمية قصوى تميزه وتعزز من مكانته في سبيل التعاطي مع ما تعيشه المجتمعات ، وهذه الخصائص تتمحور في خمسة أركان هي:
1) الكلية أو الشمولية "Totality ": وهذا يعني أنها تشمل جميع مراحل الإنسان من المهد إلى اللحد ، وجميع أنواع التعلم الرسمية وغير الرسمية.
2) التكامل ""Integration : ويقصد به التكامل بين جميع مصادر المعرفة والتربية من البيت والمجتمع والمدرسة ومراكز التدريب وغيرها مما يشكل عملية التعلم والتربية.
3) المرونة"Flexibility": متماشية مع متغيرات العصر ومتطلباته في ما يعلم، وكيف يعلم؟ ولم يعلم؟، تؤمن بضرورة التغيير لوجوده أصلا.
4) الديمقراطية"Democratization": تؤكد على حق جميع الناس في التعلم بغض النظر عن الفروق الاقتصادية الاجتماعية الثقافية والعقلية، فهي تربية للجميع.
5) تحقيق الذات"ٍSelf-fulfillment" : أي أن هذه التربية أو التعليم تسعى لأن يكون الفرد محققا لذاته ومطورا لها ليعيش عيشة متناسقة مع ما يفرضه المجتمع والعصر ، تكيفه مع العوامل المحيطة وتفتح المجال له للإبداع ، وكل ذلك ينعكس في النهاية على مجتمع متقدم متطور تبعا لتقدم وتطور أفراده.
4-أهداف التعليم المستمر
إن أهداف التعليم المستمر لا تعتبر أهدافاً نهائية بل هي أهدافٌ تتجدد وتتغير وفقاً لتجدد وتغير تطلعات الإنسان وقدراته وظروفه المحيطة ، و من الأهداف ما هو قريب ومنها ما هو بعيد وهما على صلة فتحقيق البعيد يتطلب تحقق القريب . لكن يمكننا أن نقف عند الخطوط العريضة من هذه الأهداف والتي ترتبط ارتباطاً مباشراً بمتغيرات العصر ،ونحن نقف أمام متطلبات جمة يجاهد فيها الفرد ليلحق بركب التقدم ويبقى ضمن تيار التطور المنطلق بسرعة الريح. ولعل الهدف الأسمى من التعليم المستمر هو خدمة المجتمع ، والأخذ به إلى مصَاف المجتمعات المتقدمة المواكبة لمراحل التنمية في مختلف المجالات. ومن أهداف هذا التعليم أيضاً: إعادة فحص الأفكار وأنماط السلوك السائدة في المجتمع ، بناء على المشكلات الجديدة وتحديد ما تتطلبه عناصر التغيير التي طرأت والسعي إلى تحقيقها، وتضييق الهوة الثقافية الناتجة عن اختلاف السرعة بين النمو المادي والنمو الحضاري في جوانب الحياة الاجتماعية. أيضا التوفيق بين القيم والاتجاهات القديمة و متطلبات العصر الجديد، ومواجهة ما ينتج من مشكلات ناتجة عن التغيير الاجتماعي السريع، ودفع تسارع عملية التنمية الاقتصادية وتعزيز موارد دخل المجتمع. هذا الي نشر الوعي حول القضايا الكبرى سواء المحلية أو الخارجية، وأمكانية تلافي الأخطاء السابقة. وكل هذه الأهداف في مجملها تضع نصب عينيها خدمة المجتمع من خلال تطوير أفراده وهي الفلسفة التي يقوم عليها التعليم المستمر.
ثانيا : التخطيط الاستراتيجي للتعليم المستمر
نماذج التخطيط الاستراتيجي بصفة عامة في نموذجين:
أولا: نموذج البرنامج التعليمي: النموذج المتعلق بالعملية التعليمية يتم بناءه وفق الحاجات والأهداف والغايات وفي حدود الإمكانات المتاحة. ثانيا: النموذج الشامل: نموذج يستخدم للنظم الكبرى فهو يركز على البيئات الداخلية والخارجية للمجتمع عموما والمجتمع التعليم خصوصا، وقد يستخدم هذا النوع في مجالات أخرى غي التعليم كالصناعة والتجارة وغيرها.
مبررات التخطيط لبرامج التعليم المستمر
التخطيط عملية مهمة في كل شيء يراد له النجاح، ولكن هناك مبررات تدفع الشخص لتحديد نوعية التخطيط بكامل عناصره ومتطلباته، وهذا ما سنتناول من خلاله مبررات التخطيط للتعليم المستمر وهي على النحو التالي:
1- العامل الديموغرافي: يعد النمو السكاني من العوامل المهمة في تحديد عناصر خطط التنمية، وبالتالي فإن هذا العامل يرتبط ارتباطا مباشرا بعملية التعليم بنوعيه النظامي وغير النظامي . ففي التعليم المستمر يجب الأخذ بعين الاعتبار المعدلات الديمغرافية التي تشكل عدد المستهدفين من خلال برامج التعليم المستمر وتصنيف مستوياتهم تبعا لظروفه المحيطة
2- العامل السياسي: وهذا العامل له دور الريادة في عملية التخطيط للتنمية عموما وللتعليم المستمر خصوصا، فمن خلاله يستمد التعليم قوته ، ومن خلال التعليم تستمد السياسة قوتها.
3- العامل الاقتصادي : وهذا العامل يعد حجر الزاوية في منظومة التنمية عموما، ويشكل القطب الثاني من قطبي المدى بين الطموحات والإمكانات، وكذلك فإن هذا العامل يدعم التعليم، والتوسع في التعليم يدعم الاقتصاد.
4-العامل الاجتماعي: ويعد لعامل الاجتماي مهما في صقل الوظيفة الاجتماعية التربوية للمواطن بجانب تأثير العوامل الحضارية والثقافية.
5-العامل الثقافي: وتتضح أخمية هذا العامل من خلال متطلبات الثورة الثقافية المعرفية التكنلوجية والوضع السائد مقارنة مع معطيات العصر .
6- قصور التعليم النظامي: بما أن التعليم النظامي لا يستطيع مسايرة سرعة التغيير في المجتمع فإن التعليم المستمر يحل بديلا له يفي بمتطلبات العصر ويجابه متغيراته على مختلف الصعد.
مميزات التخطيط الاستراتيجي
1. السير على بينة نحو الأهداف.
2. معرفة الغايات بعيدة المدى والعمل للوصول إليها وفق منهجية تأخذ بعين الاعتبار جميع العوامل المحيطة المهمة والمؤثرة في عملية الوصول للغايات.
3. المرونة حيث يستطيع المخطط إجراء التعديلات والتطويرات الملائمة لما تتطلبه المرحلة وذلك نظرا لطول مدة الخطة الإستراتيجية شريطة أن تكون مبنية على قدر من المرونة والخطط البديلة للمتغيرات المفاجئة.
4. معرفة الجوانب الضعيفة في المجتمع والإشكالات وحلها قبل أن يستفحل ضررها ويستشري في المجتمع.
5. التقليل من الهدر بكافة أنواعه بشرية – مالية – موارد ورسم خطة صرف تحقق الهدف بأقل تكلفة ممكنة.
منهجيات التخطيط الإستراتيجي
هناك منهجيات عديدة تستخدم للتخطيط الإستراتيجي تسلك نفس الخطوات الثلاث التالية : تقييم الوضع الحالي وكيف حدث، تحديد الغايات والأهداف ( أو ما يسمى أحياناً ideal state )، ثم رسم الطريق لتحديد هذه الغايات والأهداف . وهناك منهج آخر يسمى Draw-See-Think : Draw ما هي الصورة المثالية أو الوضع النهائي المرغوب ؟ See : ما هو الوضع الحالي ، وما هي الفجوة بينه وبين الوضع المثالي ، ولماذا ؟
– Think : ما هي الإجراءات التي ينبغي اتخاذها لسد الفجوة بين الوضع الحالى والوضع المثالي ؟
– Plan : ما هي الموارد المطلوبة لتنفيذ ذلك ؟
عناصر التخطيط الإستراتيجي
تتمثل في: تحديد الأهداف ، وصياغة إطار عام للإستراتيجية، و دراسة العوامل الخارجية المحيطة ، ثم تحديد الفرص التي تتيحها والمخاطر التي تفرضها، وكذلك العوامل الداخلية وتحديد ما تتضمنه من نقاط القوة والعنف SWOT Analysis . وتصور وصياغة السيناريوهات “what if” scenarios ، ثم ترجمة الأهداف طويلة المدى إلى أهداف متوسطة وقصيرة المدى ، ووضع السياسات والخطط والبرامج الزمنية والموازنات لتحقيقها، ثم تقييم الأداء في ضوء الأهداف والخطط الموضوعة ، ومراجعة وتقييم هذه الخطط في ظل الظروف المحيطة، وأخيرا تهيئة المناخ العام للتغيرات المصاحبة للقرارات الإستراتيجية .
التحليل الإستراتيجي الرباعي SWOT Analysis
هو أحد الأدوات التي تستخدم في التخطيط الإستراتيجي، ويهدف إلى تحديد العوامل الداخلية والخارجية الهامة لتحقيق الغايات .
تعتمد هذه الطريقة في التحليل على تحديد :
– العوامل الداخلية المتمثلة في مواطن القوة ومواطن الضعف داخلياً للدولة .
– العوامل الخارجية المتمثلة في الفرص والتهديدات المحيطة بالدولة .
وذلك بهدف الاستفادة من مواطن القوة الداخلية والفرص المتاحة خارجياً في بلوغ الأهداف ، والتقليل من تأثير مواطن الضعف الداخلية والتهديدات الخارجية .
يستخدم SWOT Analysis كمدخلات لوضع الإستراتيجيات الممكنة
من خلال الإجابة على التساؤلات الآتية :
كيف يمكن استخدام كل من مواطن القوة ؟
كيف يمكن الحد من كل من مواطن الضعف ؟
كيف يمكن استثمار كل من الفرص ؟
كيف يمكن مجابهة كل من التهديدات ؟
لماذا تفشل الخطط الإستراتيجية ؟
إما بسبب وضع إستراتيجيات غير مناسبة ،
أو بسبب سوء التنفيذ .
قصور الإستراتيجيات يرجع إلى:
نقص المعلومات .
الفشل في تحديد الغايات بشكل صحيح .
قصور في تحليل SOWT فيما يتعلق بالغايات أو الوضع النهائي المرغوب .
الافتقار إلى الإبداع في تحديد الإستراتيجيات الممكنة.
عجز الإستراتيجيات المحددة عن بلوغ الغايات .
سوء التوفيق بين البيئة الخارجية المحيطة والإمكانيات التنظيمية للدولة .
سوء التنفيذ يرجع إلى:
تقدير مبالغ فيه للموارد والإمكانات .
تقدير أقل من اللازم للوقت ، أو الأفراد ، أو التمويل المطلوب .
الفشل في التنسيق .
عدم القدرة على كسب دعم وتعاطف ومشاركة الناس.
الفشل في اتباع الخطة .
نقص اهتمام القيادة العليا وعدم استمرار كفالتها للخطة.
ولكن:
هل بالفعل يعتبر التخطيط الإستراتيجي طريقة لصنع قرارات المستقبل ؟
هل يعتبر التخطيط الإستراتيجي برنامج عمل للمستقبل ؟
هل يمكن من خلال التخطيط الإستراتيجي إيجاد حل للأوضاع الحرجة التى تهددنا ؟
هل ينبغي أن يحل التخطيط الإستراتيجي محل التقديرات الحدسية الجيدة ؟
هل يمكن للتخطيط الإستراتيجي أن يحدد القضايا الحرجة التي ستواجهنا في المستقبل ؟
تحليل SWOT لغايات التخطيط الاستراتيجي لتطوير القيادة التربوية
1- مرحلة التشخيص : التشخيص عملية منظمة تهتم برصد ووصف وتحليل الوقائع الماضية والحاضرة لتحديد عوامل الضعف ومكامنها وعناصر القوة ومظاهرها ورصد الفرص المتاحة التي يمكن توظيفها لصالحها وما قد يواجهها من تهديدات ومخاطر ومن الشائع إجراء تحليل الواقع وتشخيصه باستخدام أسلوب swot
نواحي القوة هي تلك الصفات الداخلية أو الظروف التي تسهم في قدرة الادارة على تحقيق رسالتها، وبشكل آخر هي القدرات الذاتية التي تميزها عن غيرها سواء كانت موارد أو إمكانات مادية أو بشرية أو نظم عمل ويمكن استخدامها بكفاءة وفاعلية عالية في تحقيق أهداف ورسالة الإدارة. ومن أمثلة نقاط القوة في الإدارات التربوية : مشاركة المجتمع في العملية التربوية، وحماس المعلمين والمشرفين، ومشاركة القطاع الخاص في دعم برامج الادارة.
نواحي الضعف : تلك الخصائص الداخلية والأحوال والظروف التي تحد من تحقيق رؤيتها أو العكس أو هي القيود وأوجه القصور والضعف الذاتية سواء كانت في الموارد أو الامكانات المادية او البشرية أو نظم العمل المطبقة. ومن أمثلة بعض نواحي الضعف: اختلاط المهام، وعدم وضوح كثير من التعليمات، وعدم المساواة في توزيع المصادر المالية والإمدادات .
التخطيط الإستراتيجي والمستقبل:
يعرف التخطيط الإستراتيجي بأنه العمليّة التي يتم من خلالها صياغة تصوّر للمستقبل ، واختيار الوسائل والعمليات اللازمة لتحقيق هذا المستقبل .
غالباً ، يتبنى التخطيط الإستراتيجي الوجهة الإستراتيجية المتفق عليها بالفعل ، ويساعد الإستراتيجيين في إقرار كيف يمكن أن يتشكل النظام وتخصص الموارد لبلوغ هذه الوجهة .
لذا فإن من أكثر الانتقادات التي توجه إلى التخطيط الإستراتيجي أنه يهتم أكثر مما ينبغي باستقراء الحاضر والماضي للتنبؤ بالمستقبل .
فوائد مكاسب التخطيط الاستراتيجي:
• يرسم الطريق الذي بموجب يمكن التنبؤ بالمشاكل والفرص المستقبلية.
• يزود العاملين بأهداف واتجاهات واضحة من أجل مستقبل الإدارة.
• ينتج عن استخدامه أداء أفضل، وأكثر فعالية إذا ما قورن بأداء إدارات التربية والتعليم التي لا تستخدم مفاهيم الإدارة الاستراتيجية.
• يزيد من رضا العاملين وحفزهم.
• يزود صانعي القرارات بمعلومات فورية.
• ينتج عن استخدامات قرارات أفضل وأسرع.
• ينتج عنها توفير في التكاليف. وأخيراً يمكن النظر إليه باعتباره أحد أدوات التكنولوجيا الإدارية والتي قد أساء البعض فهمها فثمة فارقاً بينها وبين استخدام الآلة، وبخاصة الحاسبات الإلكترونية في العمل الإداري."
التخطيط الاستراتيجي في العملية التعليمية يشمل
"1- الهيكل التعليمي: تعني هيكلية التعليم: النظام الكامل المسؤول عن عملية التعليم بدءا من الوزارة إلى الهيئة التعليمية أفقيا وعموديا
2- الهيكلية الإدارية لنظام التعليم: ويضم الهيكل الإداري جميع الإداريين المختصين الذين يساندون برامج التعليم المستمر، وما يتبع هذه البرامج من عمليات إدارية متنوعة.
3- الأبنية: ويندرج تحت هذا العنصر بالنسبة لبرامج التعليم المستمر ، الأماكن المعدة لعملية التعليم وهل هي تابعة للتعليم النظامي أم خاصة بالبرامج التي تندرج تحت مسمى التعليم الغير نظامي، وتخطط على ضوء البيانات التي تختص بالنمو السكاني والديموغرافي، وتنوع متطلبات البرامج.
4- التجهيزات: وهي أيضا تخطط على أساس النمو السكاني والاحتياجات والمتطلبات مع الأخذ بعين الاعتبار كافة التغيرات المحتملة. وقد تتنوع من تجهيزات قصيرة المدى وأخرى طويلة المدى وفقا لمدى الاستفادة منها بالنظر إلى متطلبات التعلم.
5- المناهج: ولا يخفى أن المناهج في برامج التعليم المستمر تحتمها طبيعة الاحتياجات وتنوعها بين الفئات المختلفة في المجتمع، والأهداف والغايات. والمناهج في عملية التعليم المستمر تتميز عن غيره بمرونتها ومشاركة المستهدفين في بنائها وهي بذلك تتباين وتختلف وفق اختلاف خصائص الدارسين وحاجاتهم، ولذا توجب على الخطة الاستراتيجية أخذ هذا الجانب بعين الاعتبار وإعداد الخطط بناء عليه.
6- الكتاب التعليمي: وهذا يرجع أيضا لطبيعة الدارسين وخصائصهم بمختلف زواياها ، فلكل فئة خصائصها التي يتوجب بناء عليها ، صياغة الكتب وطريقة إعدادها وإخراجها وما إلى ذلك .
7-إعداد المعلمين المؤهلين: يتضمن التخطيط حساب أعداد المعلمين المطلوبين وأخذ النقاط السابقة بعين الاعتبار. والمعلمون في هذا المجال يجب أن يعدوا إعدادا جيدا يتوافق ومتطلبات عملهم وتعاملهم مع الفئة المستهدفة باختلاف شرائحها وخصائصها، وإعداد أقسام تختص بتخريج هذا النوع من المعلمين.
مراحل وضع الخطة
تعد مرحلة التخطيط للتخطيط البنية التحتية لعملية التخطيط حيث يتوفر فيها رسم صورة مستقبلية مفصلة للعملية التخطيطية يتم فيها تحديد الاحتياجات المختلفة والخطوات المستقبلية وجميع ما يتعلق بالعملية التخطيطية قبل البدء بها وتساعد هذه المرحلة الإدارة التعليمية على معرفة مدى استعدادها للقيام والاستمرار في عمليات التخطيط وما هي متطلباته وخطواته الأساسية، ومن المسائل المهمة في هذه الناحية مراحل وضع الخطة. ويقصد بمراحل وضع الخطة بها الخطوات التي تمر فيها عملية وضع الخطة منذ أن كانت فكرة حتى رحلة المتابعة والتعميم و هي:
1- مرحلة إعداد الخطة: وهي التي يتم فيها تحديد الأهداف والغايات المراد الوصول إليها من خلال عملية التعليم المستمر خلال فترة الخطة وبعد ذلك تأتي:
*مرحلة التنبؤ: أي التوقعات المحتملة الحدوث وهذه المرحلة تعتبر من أصعب المراحل نظرا لأنها تتعامل مع المستقبل ومع المتغيرات المتسارعة والمفاجئة.
و عند تحقيق هذه الأهداف وعمل الإحتياطات اللازمة للمستقبل وظروفه في ضوء الموقف الحالي يجب التركيز على أن يشارك في إعداد هذه المرحلة جميع العاملين والمسئولين عن التنفيذ
*عقد الاجتماعات المختلفة على جميع المستويات لمناقشة الأهداف المراد الوصول إليها وأخذ الآراء والاقتراحات حول الطرق والسبل التي يجب إتباعها للوصول إلى الأهداف المرجوة .
*تحديد الأهداف المرجو تحقيقها: وهي خطوة مهمة بل هي من أهم مراحل عملية التخطيط لأنه إذا استطعنا تحديد الأهداف بوضوح و واقعية أمكننا من السير بنجاح في الخطوات الأخرى لعملية التخطيط والخطة .
2- مرحلة الموافقة على الخطة: تقوم الجهة المسئولة عن أي برنامج بالموافقة على الخطة عند التأكد من الأهداف والغايات المراد تنفيذها في المستقبل ، وتعتبر إشارة البدء لتنفيذ الخطة.
3- مرحلة تنفيذ الخطة: تبدأ الجهات المعنية عند اعتماد الخطة بالتنفيذ وفق المرسوم لها وتسعى جاهدة لتحقيق الأهداف الموضوعة .
4- مرحلة المتابعة والتقويم: ويتم فيا متابعة التنفيذ للتأكد من أن التنفيذ يتم وفقا لما خطط له.
وهذه الخطوة من الأهكية بمكان كما للخطوات الأخرى بل أكثر، لأنها تتفتق عن مواطن القوة والضعف ومجابهة الطوارئ والمتغيرات. ولابد من التمييز بين مفهوم المتابعة ومفهوم الرقابة التقليدية على العمل ، فالمتابعة هي ملاحظة التنفيذ وتحديد درجة النجاح أو الفشل فيه خطوة بخطوة والتنبؤ باحتمالات الخروج عن الخطة المحددة بما يضرها ومن ثم العمل على تلاقيها قبل حدوثها. بينما الرقابة تهتم بتحليل النتائج النهائية . دونما معالجة.
ولمتابعة الخطة يجدربنا إتباع الوسائل التالية :
1- مراجعة الخطة نفسها: قد تكون الخطة نفسها مبالغ فيها أو تتجاهل الكثير من الأمور أو قد تكون بنيت على تقديرات وتنبؤات خاطئة.
2- مراجعة التنفيذ: متابعة خطوات التنفيذ ومدى التقيد بها، والطارئ عليها وكيفية معالجته وتفادي المشاكل التي قد تمر بها.
3- ملاحظة الظروف الخارجية: التنبه للعوامل الخارجية التي تؤثر في الخط ومدى انسجام الخطة في التعاطي معها، وإيجاد بدائل للمؤثرات التي ينبغي اتخاذ إجراء حيالها لشدة تأثيرها على الخطة.
خصائص التخطيط الجيد
تعد مراحل إعداد الخطة السابقة مراحل يجب في التخطيط للتعليم المستمر الأخذ بها ومتابعتها كي تسير بالشكل المرسوم لها لكن أي خطة كي تحقق نجاحها لا بد أن تتسم بعدد من الخصائص التي تميزها وتجعلها ناجعة في مجالها ومن هذه الخصائص:
"1-الواقعية : تناسب الإمكانيات المتاحة والممكنة مع الأهداف المنشودة .
2-الشمول : أن يكون للخطة السيطرة والتوجيه علي كافة الموارد .
3- المرونة : أن تكون الخطة قادرة علي مواجهة الظروف الطارئة.
4-الاستمرارية : الربط العضوي بين مختلف عمليات التخطيط وبين سابقتها من خطط .
5- الإلزام : بحيث تكون الخطة ملزمة التنفيذ وفقاً للجدول الزمني المحدد لها.
6-المشاركة : مشاركة جميع الأفراد والمؤسسات في تنفيذ الخطة .
7-التنسيق : يقصد بها التنسيق والإجراءات والوسائل ".د.ت
المؤسسات التي تقوم بتخطيط وتنفيذ أنشطة التعليم المستمر:
هناك العديد من المؤسسات التي تسهم في تخطيط وتنفيذ أنشطة التعليم المستمر ومنها:
1. وزارت الدولة المختلفة كوزارة التربية والتعليم العالي و وزارة و الزراعة والصناعة و وزارة الاقتصاد ووزارة التنمية الاجتماعية ... ألخ)
2. المؤسسات الخاصة مثل المعاهد والمؤسسات المهنية والصناعية والزراعية.
3. المؤسسات والمصالح شبه الحكومية والمختلطة.
4. أجهزة الإعلام والتوعية المختلفة.
5. الجامعات والمؤسسات العلمية العليا.
6. الجمعيات والاتحادات والنقابات....الخ)
ومن المهم أن تضع هذه المؤسسات العناصر السابق ذكرها في عملية التخطيط الاستراتيجي ضمن الحسبان فمبدأ التعليم المستمر التغير النابع من التغير المصاحب للحياة بشتى ومجالاتها.
العلاقة بين التخطيط، واتخاذ القرارات، والرسالة، والرؤية في الأدارة التعليمية
كثير من الأدارات التربوية والتعليمية تبدأ عملية التخطيط بمراجعة رسالتها الحالية ومن ثم تُقرر ما إذا كانت بحاجة إلى تعديل أم لا، وبعد ذلك يتم وضع الرؤية التي تصف النتائج المُتوقعة من الخطة، وقد يقوم مجلس الإدارة بالرجوع إلى الرسالة عند وضع السياسات التي تضبط عمل الأفراد.
نقاط القوة والضعف
إن الفهم الواضح لموارد الأدارة التعليمية وإمكاناتها وجوانب القصور فيها أمر حيوي ومهم جداً لبناء خطة إستراتيجية جيدة، والإمكانات والموارد يمكن أن تشمل: المعلمين، الأفراد العاملين، مجلس الإدارة، الخبراء، الماليين، العلاقات، السمعة، الإمكانات، أو أي موارد أخرى ضرورية لتحقيق أهداف الأدارة التعليمية. ومن المهم جدا وضع قائمة مبدئية بنقاط القوة والضعف، ثم البدأ في نقاش ومراجعة هذه القائمة، وأمثلة للأسئلة التي يمكن أن تُطرح في النقاش:
• هل هناك نقاط قوة أخرى رئيسة ينبغي أن تُضاف للقائمة؟
• ما هي أبرز نقاط القوة لدينــــــا؟
• هل نحن نستغل قوتنا بشكل جيد؟
• هل هناك نقاط قوة نحتاج إليها في المستقبل؟
• هل هناك نقاط ضعف أخرى، أو ثغرات في الإمكانات ينبغي أن تُضاف إلى قائمة نقاط الضعف؟
• هل هناك نقاط قوة أخرى رئيسة ينبغي أن تُضاف للقائمة؟
• ما هي أبرز نقاط القوة لدينــــــا؟
• هل نحن نستغل قوتنا بشكل جيد؟
• هل هناك نقاط قوة نحتاج إليها في المستقبل؟
• هل هناك نقاط ضعف أخرى، أو ثغرات في الإمكانات ينبغي أن تُضاف إلى قائمة نقاط الضعف؟
والقاعدة الأستراتيجية هنا، التركيز على نقاط القوة، لا على نقاط الضعف، ولقد أوضحت التجارب العملية أن اهتمام العديد من الأدارات التعليمية ينصب على نقاط الضعف، فهم يركزون على الأخطاء التى تقع فيها أداراتهم في محاولة لإصلاح وتلافى هذه الأخطاء لكي تبدوا هيئاتهم في مستوى الهيئات الأقوى. إذن ما الخطأ في ذلك؟ الجميع يسعى إلى التحسين والتطور. إن جميع الهيئات – بما فيهم الأدارات التعليمية الناجحة- لديهم نقط قوة ونقاط ضعف. وما لم تكن المنشأة كاملة (وهذا يتطلب موارد غير محدودة) فإن هذه المنشأة بلاشك لديها بعض نقاط الضعف. وفي العديد من الحالات فإن نقاط الضعف يكون سببها نقاط القوة. وهذا تقريباً هو الأمر الطبيعي، فالسلحفاة تفتقر إلى السرعة نتيجة للدرع القوية الثقيلة التي تحملها على ظهرها لحمايتها. ولاكتساب السرعة فإن على السلحفاة أن تتخلى عن درعها التي تحميها. وهل سيكون ذلك أفضل بالنسبة لها؟ وهل تركيز السلحفاة على زيادة سرعتها سيجعلها تضاهي سرعة الأرنب البري؟... ففي بعض الأحيان قد يكون من الضروري تصحيح الأخطاء التي تهدد حياة الأدارة التعليمية ، ولذلك يجب أن نتنبه الي إن التركيز على نقاط الضعف هو بشكل عام إهدار للموارد، وذلك يتطلب أتباع منهجيات التخطيط الإستراتيجي
الكفاءات الإستراتيجية
أيها القيادي التربوي: قُم بأداء العمل بشكل مختلف وبشكل أفضل، وفي مجال الأعمال من المهم أن تمتلك شيئاً ذا قيمة بالنسبة لطلابك وتلاميذك والمعلمين والعاملين معك، بما يميزك عن الآخرين. وهذا ما نطلق عليه "كفاءة إستراتيجية" ويجب عليك أن تبحث عن شيء له هذه المواصفات. لكن الكفاءات الإستراتيجية لا تشبه العديد من الأشياء الأخرى التي يتضمنها مجال الأعمال ولا يمكنك أن تذهب إلى أي مكان لتجد الكفاءة الإستراتيجية وتشتريها مثلما تشتري ماكينة، أو تعين موظف أو تطلب الحصول على براءة اختراع. وذلك لأن الكفاءات الإستراتيجية الحقيقية هي شيء مختلف، لأنها أصول فكرية وليست أصول وممتلكات مادية وهي القاطرة الخفية التي تقود كل الأدارات الحديثة الناجحة.
ابحث عن كفاءة إستراتيجية
أيها الأداري والقيادي التربوي الناجح: أن الكفاءات الإستراتيجية، أي كفاءة الإستراتيجية يجب أن تتخطى أربعة اختبارات محددة: هل هناك حاجة قوية لهذه الخدمة؟، هل مانقدمه يميزنا عن باقي الهيئات؟ هل ما نقدمه أو نقوم به يمثل قيمة بالنسبة للمُستفيد؟ هل من الصعب تقليدها؟ (هل هي مزيج من المهارات، العمليات والمعرفة؟). إذا لم تحصل على كلمة "نعم" واضحة في الإجابة على كل هذه الأسئلة فمعنى ذلك لا يوجد لدى أدارتك كفاءة إستراتيجية.
التعرف على كفاءتك الإستراتيجية
اسرد كل المهارات، العمليات، والمعرفة التي تشعر أنها تسهم في جعل منشأتك متفردة، ومن ثم ابحث عن مزيج من هذه العناصر التي ربما تضيف شيئاً يجعل من الممكن اجتياز اختبار الكفاءة. انظر إلى كل شيء وقرر ما إذا كنت تستطيع إضافة بعض الأشياء إلى الكفاءة الإستراتيجية، وتطلع إلى المهارات، العمليات، المعرفة وأجب عن الأسئلة، إن هذه هي غالباً الطريق الموصلة إلى إيجاد كفاءة استراتيجيه لا تشعر بها.
أيها الأداري والقيادي التربوي الناجح: اسأل نفسك أين وكيف تتفوق؟ إذا كان هناك نوع من العملاء بإمكانك أن تأخذه بعيداً عن منافسيك إذن من الممكن أن تكون لديك كفاءة إستراتيجية. إذا تمكنت من إيجاد طريقة لعمل شيء ما بطريقة أفضل من أي فردا آخر، ويجد العملاء أن هناك قيمة من وراء هذا الشيء ومن الصعب تقليده، إذن أنت لديك كفاءة إستراتيجية. إن الكفاءات الإستراتيجية ينبغي أن تنمو، وهذا ما يبقيها مستمرة وإلا سيباغتها المنافسون. فإذا تخصصت المنشأة في شيء ينبغي لها أن تستخدم معرفتها لتضيف إلى المنتج أو الخدمة بعض الجودة من وقت لآخر لكي تظل دائما في المقدمة.
ليس هناك كفاءات؟ لا تقلق
أيها الأداري والقيادي التربوي الناجح: قد لا تجد كثير من الأدارات أي كفاءة إستراتيجية، وعدم وجود كفاءة إستراتيجية واحدة ليس معناه الحكم بفشل المنشأة، فلحسن الحظ الكفاءات الإستراتيجية عبارة عن أصول مبنية على الخبرات والمعرفة، وهذه المعرفة يمكنك بناؤها من خلال تحسين الأصول الفكرية في أدارتك التعليمية والمدرسية. ومن الأساليب المفيدة لتحسين هذه الأصول: التدريب وبناء الخبرات وتعيين الموظفين المهرة لسد ثغرات معرفية معينة في أدارتك التعليمية والمدرسية، ولكن قبل أن تشرع في بناء وتحسين الكفاءات ، يجب أن تتعرف أكثر على استراتيجياتك حتى لا تقوم ببناء كفاءات في اتجاه خاطئ وغير متوافقة مع نظرتك الإستراتيجية، أي لابد من تحديد التركيز الاستراتيجي.
أنواع التركيز الاستراتيجي
1. المـنـتجـات / الخــدمات
2. الإمـكانــات
3. المجالات / المُستفيدين (الطلاب/ التلاميذ)
4. التـقـنـيـة
5. المـواد الخـام
6. طـريقة تـقـديم الخدمة
سياسة التركيز هي الأفضل
مـــاذا تـقـدم ؟ من هـي الفـئـة المسـتـهـدفـة؟ قد يبدوا هذان السؤالان واضحان، وكثيرا من الأدارات التعليمية قد تجيب عنهما بسرعة، ولكن القليل منها تقف عندها وتركز على شيء محدد يجعلهم فعلاً ناجحين، فكثير من الأدارات التعليمية تريد أن تكون كل شيء ولكل الناس، ولذا فهم يبعثرون جهودهم فيصبحوا ضعفاء (هزيلين). إن فقدان التركيز يجعل الأدارات التعليمية تنثر رشاشاً في كثير من المجالات المتاحة، وهذه الطريقة لا تقود الأدارات التعليمية إلى التميز والإبداع في المجال الذي تعمل فيه، ولذلك فإن التركيز يعتبر عنصراً حيوياً في نجاح الأدارات التعليمية.
نصيحة مهمة
هذه نصيحة مهمة جداً لكل القادة التربويين: ”ابحث عن شيء يعتبره الطالب / التلميذ حيوياً جداً، ومن ثم ركز حول هذا الشيء بحيث تجمع حوله مواهب وقدرات عدة، ومـوارد أكثر من أي أحد آخر، فجميع الأدارات التعليمية الناجحـة تستطيع أن تجد طريقة للتميز في مجالها“
الأدارات التعليمية التي ليس لديها تركيز غالباً ما يكون العمل فيها صعباً، لأن جداول العمل فيها متضاربة، والتعليمات محيرة، كما أن العاملون يغيرون أسلوبهـم في العمـل مع كل إستراتيجية، فمرة يعملون على منهج جديد أو خدمة جديدة ، والفترة التالية يبذلون كل جهدهم لفئة جديـدة لتقديم منهج جديد أو خدمة جديدة. وهنا كل واحد يبذل كل جهده دون تأثير يُذكر في محاولة لخدمة الجميع، وأكبر مؤشر لفقـدان التركيـز هو ضعف الخدمة أو التأثير، ولذلك ”إذا كنا نريد عملاً ناجـحاً فيجب أن يكون لدينا تركيز جيد“.
لابد من ضبط التركيز الاستراتيجي مع الكفاءة الإستراتيجية
أيها الأداري والقيادي التربوي الناجح: أي نشاط لابد له من الإجابة على الأسئلــــة الإستراتيجية الثلاثة: ماذا نقدم؟ من هم الفئة المُستهدفة؟ كيف ستتميز وتبدع في مجالك؟، وتحديد التركيز الاستراتيجي يجيب على السئوالين الأولين. ووالسئوال الثالث يتضمن اختيارك الإستراتيجية التنافسية (الكفاءة الإستراتيجية)، فكل عمل أو نشاط ينبغي أن ينشد التواؤم (التناغم) والتطابق بين التركيز الاستراتيجي والكفاءة الإستراتيجية. فلو كان لدينا طريقة فريدة لإيجاد قيمة للعميل صعبة التقليد - كفاءة إستراتيجية- وهي في نفس الوقت تسير مع التركيز الاستراتيجي، فإن فرصة النجاح ستكون عالية جداً بإذن الله تعالى.
الفرص والمخاطر
لابد للأدارة التعليمية من أن تنظر إلى البيئة الخارجية لتعرف الفرص والمخاطر الرئيسة التي تحيط بها، وهذه تتعلق بـ: الناس والمجتمعات التي تخدمها الجمعية، المنافسـون أو الحلفـاء المُحتملون، أي قوى أخرى (اقتصادية، سياسية، اجتماعية، ثقافية، تقنية،...الخ) قد تؤثر في نجاح أو فشل الجمعية، والمهمة هنا هي حصر أبرز هذه العوامل التي تؤثر في مستقبل الأدارة التعليمية والعملية التعليمية. ولابد للأدارة التعليمية الناجحة أن تكون قريبة من الفئات التي تخدمهم، فمثل هذه للأدارة التعليمية تكون خدماتها وبرامجها ومنتجاتها ملائمة لاحتياجات وتطلعات المستفيدين منها. هناك آخرون ممن يعنيهم شأن للأدارة التعليمية وما تقوم به، مثل الداعمون، الهيئات المستفيدة، الدوائر الرسمية الأخرى. أما المنافسون فمبدئياً كل أدارة التعليمية تُنافس على شيء معين – على سبيل المثال، تجويد العملية التعليمية، الطلاب، الأساتذة والعاملين بصورة عامة... وهنا لابد أن يكون التركيز في تحليل الفرص والمخاطر على نقاط التميز في الأدارات التعليمية الأخري وموقفها التنافسي في المجتمع، وبشكل عام أين مكامن القوة لديك مقارنة بالأدارة التعليمية التي تُقدم خدمات مثيلة لك؟ ولماذا يُفضل الناس المجيء إليك بدلاً من غيرك؟.
طرق تحليل الوضع التنافسي
أمثلة مبسطة لبعض الأسئلة: على ماذا نُنـافس؟ من هم المُنافسون لنا؟ ما هي نقاط قوة المنافس ونقاط ضعفه (على سبيل المثال- الجودة، النتائج، التكلفة، القدرة على تفصيل الخدمات حسب الطلب، أو أي ميزات فريدة أخرى)؟ مثل هذه المنافسة قد تجعل الجمعية تعيد النظر في الخدمات التي تُقدمها للناس.
عـصــــر التـحــالـفـــــــات
أما بالنسبة للـحــلــفــــــــاء ففي المقابل هناك منظمات لا ينبغي أن ننظر إليها على أنها منافسة أو تُشكل تهديد على للأدارة التعليمية، بل ينبغي أن نسأل أنفسنا: ”هل يوجد جهات أخرى لديها شيء تُقدمه لمجتمعنا، وكيف يمكننا أن نتعاون لتطوير هذا المجتمع؟“. هذه اللأدارات التعليمية والمنظمات والجمعيات (السكان، الجمعيات، الجهات الحكومية، القطاع الخاص) يجب أن تتعاون مع بعضها لتكوين فريق يسعى لتقديم أفضل الخدمات للمجتمع، ولقد آن الأوان لكي تتحالف الجهات المختلفة لكي تتكامل وتعمل كفريق. فهناك الكثير من المنظمـــــات التي بـدأت بالارتبــاط مع بعضها البعض بصور مختلفة إما بالاندماج أو تشكيل شبكة منظمات لكي تحقق فوائد مثل: زيــادة الحـجــم، قـوة الخـدمـات، تقليل المصاريف الثابتة، آفاق جديـدة ....الخ، وهذا التعاون يحتـاج إلى تنظيــم، وليس هناك طريقة مثلي غيرالتخطيط الاستراتيجي و التعاون، لتحقيق الأهداف المشتركة. القيادي التربوي يجب علي أقل تقدير أن يسأل، ”هل توجد طرق نُشكل بها فريق مع غيرنا لتحقيق أهداف مُشتركة؟“، مثال لذلك: صور العمل المـشـترك المختلفة - التـعـاون - الـتـنـسـيق - الـتـكـامـل.
القوى الاجتماعية، الثقافية، الاقتصادية، السياسية، والتقنية
الفرص والمخاطر تأتي أيضا من مجالات أخرى مثل: الوضع الاجتماعي والثقافي ( التغيــرات الديموغرافيـة، التوجهات الاجتماعية أوالثقافية)، الوضع السياسي (أنظمة جديدة، تغيرات سياسية، تحول في الدعم ...)، التـقـنـيـة (المخترعــات والتطـور السريـع في المعلومات والتقنية، طرق حديثة في مجال عمل الجمعية...). هذه الخطوة قد تتضمن جمع كمية كبيرة من المعلومات أو القيام ببحوث تسويق مُكثفة، وبعض الأحيان تكون الجمعية على معرفة جيدة ببيئتها فتكتفي بخيرة فريق التخطيط بالفرص والمخاطر المحيطة. بعد إعداد قائمة أولية للفرص والمخاطر، هناك عدة طرق لمناقشتها وتعديلها ومن ثم تقليصها حسب معايير محددة للاكتفاء بأهمها، يُـنظـر إلى الفرص والمخاطر من حيث تأثيرها واحتمالية حدوثها.
شبكة التحليل (الفرص والمخاطر)
هناك عدة طرق لتحليل الفرص والمخاطر. وتعتبر شبكة التحليل مناسبة كتصفية أولية، ثم يمكن أن تكون هناك معايير أكثر تفصيلاً لمناقشة البقية. مثل مصفوفة ماكميلان على سبيل المثال، كما يمكن أن نضع معاييرنا الخاصة حسب طبيعة العمل وما نراه أولوية بالنسبة لنا.
تهديدات فـرص
دافع
( مجال التهديد يتوافق مع نقاط القوة، وهذا يستدعي إدارة أفضل للمواد بشكل فردي أو بالتعاون مع الآخرين) استثمر
(تطابق واضح بين الفرص ونقاط القوة) قوة
تراجع
(مجال التهديد يتطابق مع نقاط الضعف، وهذا يبين الحاجة إلى التراجع والانسحاب) قرر
(مجال الفرص يقابله نقاط ضعف وهذا يحتاج إلى قرار إما بالاستثمار، أو تراجع، أو تعاون) ضعف
كيف ستكون الأمور في المستقبل؟
يجب أن يسأل القيادي التربوي نفسه: ماذا نتوقع أن يحدث في المستقبل، وما هي خصائص الأدارة التعليمية التي نتوقع لها النجاح والتفوق؟ أي استشراف المستقبل. واستشراف المستقبل: يتطلب أولاً، محاولة التعرف على الاتجاهات الهامة والسيناريوهات الخاصة بمجال عمل المنشأة، و وثانياً، تحديد خصائص وسمــات الفـــائز في هـــذا المستقبل المحدد. يتم ذلك في وضع افتراضات تتعلق بإن العالم يتغير ونحن جميعاً نسير في ركبه، وسيعتمد نجاحنا على ما سيحمله المستقبل لنا، وعند التخطيط، يفترض البعض أنه ستكون هناك تغيرات في المستقبل، في حين يتصرف البعض الآخر وكأنه لن تكون هناك أي تغيرات في المستقبل. ولذا فإن البعض سيكون مستعداً للتغيرات – ويجب أن نكون نحن من هؤلاء، ولكن الأكثرية في الغالب سيفاجئون بما سيحدث، وستكون مفاجآت غير سارة، والمفاجآت السارة تحدث للأدارات المستعدة فقط.
أذا أيها المعلم والقيادي التربوي كيف تضع الافتراضات؟
ركز اهتمامك على الأمور المهمة التي تقود وتوجه مسار العملية التعليمية، ابحث عن أسس هذه الأشياء التي تمثل البنية التحتية للعوامل التي توجه دفة العمل في أدارتك التعليمية أو المدرسية، تجنب الأمانـي، ولا تتعامل مع الإفراضات وكأنها حقائق.
افتراضات حول بيئة العمل
سوف يتغير عالمك بطرق لن يمكنك التحكم فيها ، وعليك أن تتفاعل مع هذه التغيرات. وأفضل ما يمكنك عمله هو أن تضع مجموعة من الافتراضات حول ما تظن أنه سيحدث في المجالات الأربعة التالية: - الممـوليـن والـداعـمـين، - التـقـنـيـة، - الوضـع الاقـتصـادي، - القوانين والأنظمة الحكومية.
أما بخصوص الافتراضات حول قطاعات العمل التعليمي أو النشاط التعليمي، فيجب أن نختبر كل قطاع (مسار) من قطاعات (مسارات) النشاط التعليمي وأن تضع افتراضات حول كل منها بشيء من التفصيل. وهناك سؤالان هامّان إستراتيجياً: الأول: ما الذي سيحدث لهذه القطاعات (المسارات)؟، والثاني: ما الذي سيجعل الأشياء تتغير؟. كما أن أربعة أشياء محددة سيتم اختبارها: (1) الاحتياجات من جهة والرغبات من جهة أخري؟ (2) مــعـدل الــنـمـو في تقديم الخدمات التعليمية وجودتها؟ (3) مستويـات الأداء وتطوره حسب الأحتياجات والرغبات(تحقيق الربحية)؟ (4) ما الذي يمكن أن يمحو هذا المجال بالكلية؟
1- الاحتياجات والرغبات
يجب أن نستشرف المستقبل لمعرفة التغيرات التي ستطرأ على احتياجاتنا عبر السنوات الخمس القادمة، مثلا. أفضل طريقة لمعرفة احتياجات المستقبل، هي بالنظر إلى رغبات وتفضيلات اليوم، فغالباً ما تكون تفضيلات ورغبات اليوم هي احتياجات المستقبل، بمعنى ما هو من الكماليات اليوم سيصبح من الأساسيات في المستقبل، وعندما تحاول التعرف على الرغبات والتفضيلات المستقبلية، فمن المفيد الاطلاع على الاتجاهات السائدة في المجتمع.
2- معدل النمـــــــــو
هل هذا المجال سينمو ؟ وإن كان الأمر كذلك، ما هو معدل النمو ؟ ليس بالنسبة لك فقط ولكن بالنسبة لكل الأدارات الأخري في نفس المجال، وعندما تحاول أن تتوقع معدل النمو ، عندئذ تحتاج إلى التعرف على العوامل التي تقود قطاع العمل نحو الارتفاع أو الانخفاض. فما هي العوامل المحركة والتي سوف تخلق فرصاً وما هي العوامل المحركة التي يمكن أن تخلق تهديدات في السوق بشكل عام؟ عليك التعرف على هذه العوامل، وما هي الأشياء التي ستظل في مصلحة هذا العمل لك أنت ومنافسيك؟
3- مستويـات الأداء وتطوره حسب الأحتياجات والرغبات
هل يمكنك تحقيق عائد في هذا المجال من النشاط؟ فليس الهدف هو أن تحافظ على بقائك في الواقع، بل لابد أن تحقق أرباحا، ولذا عليك أن تفعل هنا مثلما فعلت بالنسبة بمعدل النمو، عليك أن تهتم بالعوامل الإيجابية والسلبية التي تؤثر على الربحية في مجالك.
4- ما الذي يمكن أن يمحو هذا المجال كلية؟ قد يحدث ذلك لأسباب عدة منها:
أن الحاجة التي تلبيها الأدارة التعليمية، غير واضحة أو صعبة التحقيق، أو لأن هناك من توصل إلى طريق أفضل بكثير لتلبية هذه الحاجة من خلال منتج أو خدمة مختلفة اختلافاً كليا، ويسمى هذا الموقف الأخير بعملية الإزاحة.
أيها القائد التربوي .... فكر دائما في ضع افتراضات حول الفرص والتهديدات وذلك لأن:
عالم المستقبل يحمل معه المتغيرات، وعند إعدادك للإستراتيجية ، تحتاج إلى التفكير في كيفية الاستفادة من هذه التغيرات وتجنب الأضرار الناجمة عن هذه التغيرات. ولأن بعض هذه التغيرات ستمثل فرصاً لك في حين أن البعض الآخر يمثل مخاوف وتهديدات، وعليك التعامل مع كل منها، ولكن يجب أن ينصب تركيزك على الفرص. فالأدارة التعليمية الناجحة هي التي تحول هذه الفرص إلى نجاح، ولاشك أن عليك أن تهتم بالتهديدات التي قد تظهر، فمستقبلك سيعتمد على مدى استعدادك. وكما هو الحال مع أنواع الكائنات الحية، فالأدارة التعليمية إذا ما أرادت أن تظل وتبقى في بيئة تنافسية، فإن ذلك يتطلب منها بعض التحورات لكي تتمكن من تهيئة نفسها للظروف الجديدة. فالأدارة التعليمية المبادرة التي تُعنى وتكتشف وتستثمر الفرص وفق خطة، تحول هذه المخاطر والتهديدات التي مصدرها البيئة المتغيرة إلى فرص كبيرة جديدة.
التخطيط الأسترتيجي وخصائص الأدارة التعليمية الناجحة
في أطار التعريف العام للاهداف: بأنها المقاصد او الغايات التي ترغب الادارة في الوصول لها في المستقبل وتأتي ضمن حدود الرؤية بحيث تكون ترجمة لها بصورة اكثر تفصيلا وتحديدا إن تحقيق الاهداف والوصول إلى نتائج ومخرجات محددة هي ما تلتزم به الادارة في خططها والتخطيط الجيد يتطلب أن يكون عدد الاهداف محدودا حيث تعتبر الاهداف الحقيقية التزاما بنتائج معينة يمكن قياسها من حيث الوقت والتكلفة والجودة والنوعية والكمية. وبما أن الاهداف تنقسم الى نوعين : أهداف عامة : وهي ما تهدف الادارة إلى تحقيقه على المدى البعيد دون الدخول في تفصيلات دقيقة حول الاجراءات التي ستتبع لتحقيقها ودون ان ترتبط بزمن معين. وأهداف تفصيلية : وهي اهداف تم اشتقاقها من الاهداف العامة ويغلب عليه التفصيل الدقيق والقابلية للقياس وعادة ما تكون الاهداف التفصيلية مرتبطة بأرقام ونسب معينة وتصب الاهداف التفصيلية مجتمعة في تحقيق الاهداف العامة حيث يمكن ان يتبع كل هدف عام مجموعة من الاهداف التفصيلية.
وبعد وضع الفرضيات حول المستقبل وما ستؤول إليه الأمور على جميع المحاور، ينبغي أن نستعرض صفات الأدارة التعليمية التي ستنجح في هذه البيئة الجديدة. وبعد مراجعة الاستراتييجية التنافسية وأخذها في الاعتبار مع الإستراتيجية التنافسية المطلوبة (الخاصة بصفات الأدارة التعليمية الناجحة). نختار منها 2-3 استراتيجيات تنافسية متوافقة مع التركيز الاستراتيجي الذي وقع عليه الاختيار (والتزمنا تطويره لكي يكون بمواصفات عالمية في السنوات القادمة). عند هذه النقطة ينبغي للفريق أن يكون لديه المعلومات الأساسية التي بحثها وناقشها والتي تتعلق بالوضع الراهن وهذا الملخص يتضمن مراجعة لـ: التطورات الأخـيـرة، الرسالـة، نقاط القوة والضعـف، الفرص والمخاطـر، أي عوامل أخرى يرى الفريق أنها مهمة وحيوية. الأمر الثاني: النظرة المستقبلية، أي ماذا ينبغي أن يكون تركيزنا الاستراتيجي؟ أي الجوانب هي الأكثر جاذبية بالنسبة لنا لكي نركز عليها؟ كيف سنحقق السيطرة والتغلب على المنافسين في شريحة المجتمع المُستهدفة؟ أي الفرص سوف تحقق لنا أكبر عائد؟ كيف يمكن أن نستفيد من إمكاناتنا بأقصى ما يمكن ونقلل من نقاط ضعفنا؟ كيف يمكن أن نستغل الكفاءات الإستراتيجية التي نملكها وكيف يمكن أن نطورها؟ خصائص وصفات المنظمات الناجحة في البيئة الجديدة؟
خاتمة:
لقد بينت العديد من الدراسات والبحوث التربوية أن كفاءة المؤسسة التعليمية تتوقف على طبيعة أداء عناصر المنظومة التعليمية داخل المؤسسة وخارجها، وبالتالي فإن تحسين كفاءة الأداء يتوقف في المقام الأول على تحسين وتطوير أداء عناصر هذه المنظومة وتطويره في ضوء اللوائح والتشريعات المنظمة له. وُتعد الإدارة التربوية في المؤسسة التعليمية أحد عناصر المنظومة التعليمية المضطلعة بتنفيذ السياسات التربوية والتعليمية بمختلف أهدافها وتوجهاتها وغاياتها، بل من أهم العناصر التي يتوقف عليها نجاح العملية التعليمية والتربوية. وعلى الرغم من أهميتها والدور المنوط بها في المؤسسة التعليمية، إلا أن نصيبها من الدراسات والبحوث كان محدودًا جدًا مقارنة بما أولاه التربويون مجالات أخرى في المؤسسة التعليمية كاستراتيجيات التعليم والتعلم، وأساليب التقويم، وتطوير المناهج، وإعداد المعلمين الخ. وعلى الرغم من المحاولات الجادة لبعض القيادات المدرسية في القيام بالدور المطلوب منها، إلا أنه لا يخفى علينا جميعا أن المؤسسات التربوية والتعليمية تواجه حاليًا الكثير من التحديات المستمرة والمتطورة، داخلية كانت أم خارجية، فمن قنوات معرفية جديدة ومتطورة تزاحم المؤسسة المدرسية في وظائفها، إلى أفراد عاملين غير محفزين للعمل لشعورهم بالحرمان تجاه المؤسسة التي تطالبهم بالمقابل بإستمرار المزيد من العطاء، إضافة إلى ضرورة وجود قائد تربوي يتمثل في مدير المدرسة مُطالبٌ بإيجاد فرق العمل الجيدة الكفيلة بضمان تحقيق المؤسسة لأهدافها وسيرها للأفضل.
هذه المادة أعدت من أجل المساهمة في تسليح القائد التربوي الميتمثل في الكادر التعليمي بمهارات التخطيط الأستراتيجي والتفكير الأستراتيجي من أجل تجويد العملية التعليمية من خلال أدارة أستراتيجية وصولا للأهداف المنشودة كما ونوعا، وبالله التوفيق والسداد.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق